مسمار جحا
قيل ان جحا ورث عن ابيه قصراً كبيراً.وكان القصر آية في الفن الهندسي وابداع في الاتقان المعماري.. وكان تحفة في اعين الزوار والناظرين حتى ان الجميع كان يحسدون جحا على ورثته. لم يكن جحا ليقدر قيمة الثروة التي يملكها سواء من الناحية المادية او الفنية. واهمل في الاهتمام بالمبنى ولم يعتن بنظافته او صيانته...واصبح القصر قذراً قبيحاً وكانه بيت الأشباح.
تحسر احد الأثرياء على تلك التحفة المعمارية وعلى حالة السوء التي وصلت اليها فذهب الى جحا طالباً منه ان يبيعه القصرحتى يعيده الى ما كان عليه من جمال...وهنا بدأ جحا يتظاهر بحبه وتعلقه بتراث اجداده فقال للشاري لا مانع لدي ان ابيعك القصر ولكن على شرط الاحتفاظ بملكية مسمار على احد الحوائط حتى لا تنقطع صلتي بتراث اجدادي...واعتبر الشاري الثري ان الأمر بسيطا ولا مانع لديه.وتمت الصفقة على هذا الأساس.
بدأ المالك الجديد للقصر يعيد اليه رونقه وعظمته......حتى عاد القصر الى صورته الأصلية الرائعة ..وهنا بدأ جحا يتردد علىالقصر لزيارة المسمار والاطمئنان على وضعه في الحائط ولم يكن احد يمانع في زيارات جحا القصيرة داخل القصر والتي كانت تتم في اوقات معقولة.ولكن مع مرور الأيام بدأت الزيارات تتم في مواعيد غير مناسبة واصبحت اسطورة كل يوم "الى اين ذاهب يا جحا؟
رايح زور المسمار... من اين قادم يا جحا؟؟ جاي من زيارة المسمار..ورويدا رويداً بدأ جحا يزج بنفسه في الشؤون الداخلية للقصر والشؤون العائلية على اعتباره انه شريك في ملكية القصر..وكيف لا وهو يملك مسمارا.
لم يكن صاحب القصر ليعي هذه المشكلة قبل الشراء..واستفحل الأمر وبدأ جميع من في القصر يضيقون ذرعاً بجحا ومسماره ...وحاول صاحب القصر بيعه ولكن ما من شار بسبب "مسمار جحا" وما زالت المشكلة قائمة حتى اليوم.
السبت يونيو 04, 2011 4:17 am