هذا المصطلح الذي يوصف به من يدعون نفسهم بعرب الاعتدال , هو الأنسب لوصفهم لأنهم بالفعل أثبتوا أنهم هم وراء كل العلل و المرض و الضعف و التشرزم و التخلف الذي يصيب جسد الأمة العربية بل و حتى الإسلامية و هم ضد كل حركة تسعى لنهضة و مناعة و رفعة و القرار الحر السيادي و لحقوق الأمة العربية.
ها هم اليوم يعودون للم شمل بعضهم بعد خسارة قسم من أمثالهم كنظام حسني مبارك في مصر و بني علي في تونس .
فخطوة إعلان ضم كل من الأردن و المغرب لمجلس التعاون الخليجي الذي يشكل حجر الأساس و الممثل الأساسي لمنظومة عرب الاعتلال , ما هي إلا خطوة استباقية لحماية عروش ملوك هذه المنظومة , فما يجمعهم هو خاصية الملكية التي قد يؤدي سقوط كرسي أحدهم لنقل العدوى إلى الأخرين كما جرى مع أمثالهم من الرؤساء و البحرين خير دليل .
و يجب حماية منظومتهم التي تعتمد بالحفاظ على السلطة و الثروات و شعوبهم و كل مقدرات بلادهم بيدهم , خاصة أن حركات الاحتجاج بدأت تتحرك في بلدانهم في المغرب و الأردن وعُمان و الخوف الأكبر على رأس الاعتلال المتمثل بالسعودية وقطر.
إعلانهم و عملهم الواضح بأن منظومتهم الأمنية تدخل في ارتباطها مع أمن إسرائيل و وفق الإستراتيجية الأميركية للمنطقة , وكلام مساعدة وزير الدفاع الأميركي كان واضح بأن على سوريا عليها فك تحالفها مع إيران و الالتحاق بالمنظومة الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي إذا كانت ترغب بعودة الاستقرار إليها , و كلام إسرائيل الواضح بأن سقوط النظام السوري سيؤدي لتقوية دور دول عربية هي ذات ترابط أمني مع إسرائيل و المقصود هنا هو عرب الاعتلال .
وهم معروفون بعملهم الدؤوب على اعتبار إيران هي العدو الحقيقي للعرب و ليس إسرائيل و هذا مصلحة أميركية إسرائيلية بحته.
محاولة استلامهم زمام و دفة القيادة للجامعة العربية و تمثيلها و خاصة دورهم الواضح في المشاركة بالعدوان على ليبيا و دورهم السلبي في اليمن و البحرين.
محاولة تقويضهم و إضعافهم للدور المقاوم لسوريا و حركات المقاومة و محاولة استمالة حركة حماس لتصفية القضية الفلسطينية وفق منظور عباس وما تمليه إسرائيل , و ضرب أي مشروع ذي مصلحة لشعوب المنطقة و يجعلها ذات قرار سياسي حر يبعد عنها التدخل الأميركي والأوروبي وخاصة مشروع الرئيس بشار الأسد بربط البحار الخمسة مع إيران و تركيا فهي تعمل بكل قوة لحرف تركيا عن هذا المشروع و البقاء في دائرة الركب الأميركي .
إن مجلس التعاون الخليجي و دوره المستقبلي الذي يسعى لتمثيل الجامعة العربية فيه و خاصة دور قطر و السعودية سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل و دعم الحركات التي يجب أن تستلم السلطة في مصر و ليبيا و سوريا و لبنان واليمن و غيرهم و هي جهات معروفة مرتبطة بالخطة الأميركية الإسرائيلية. فدورهم المستقبلي هو إضعاف و شرذمة الأمة أكثر و الحفاظ على سلطاتهم عبر تعزيز أمن و سلطة إسرائيل في المنطقة و تصفية حركات المقاومة و القضية الفلسطينية وكل ما يمكن أن يشكل تهديد لأمن إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة.وتركيز فكرة العداء لدى الشعوب العربية على إيران فقط عبر تعزيز فكرة الصراع العربي الفارسي بل و حتى الشيعي السني و هذا ما سيؤدي إلى الويلات و حروب وحالة من الضعف و الاقتتال تصيب جميع جسد الأمة العربية يخرج المنتصر الوحيد فيها إسرائيل و الولايات المتحدة.
فهم نفسهم بسياساتهم و أموالهم و أدواتهم من إعلام و غيره كانوا في الماضي وما زالوا يشكلون الخطر الحقيقي و سبب الضعف الحقيقي الذي أصاب و يصيب الأمة العربية في كل وقت وحين.